بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد
فهذا شرح ميسر لفقة الصيام فى شكل سؤال وجواب وهو من كتاب
" زاد المستفيد من أحكام الصيام والإعتكاف وزكاة الفطر والعيد "
للدكتور / محمد إبراهيم منصور
حفظه الله
كتاب عن حق رائع وبسيط فى اسلوبه وطريقة عرضه مع ذِكره لإختلاف العلماء وذكر الراجح فى كل مسأله
أسأل الله أن ينفعنا وينفعكم به إن شاء الله
معنى الصوم وفضائله وحكمه
س : ما معنى الصوم ؟
ج : الصوم لغة : الإمساك ، قال تعالى حكاية عن مريم : { إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} (26) سورة مريم فصومها هنا أى : إمساكها عن الكلام . ومنه قولهم : صامت عليه الأرض ، أى : أمسكته .
وهو شرعاً : التعبد لله عز وجل بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إى غروب الشمس .
قال عز وجل { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى َ} (187) سورة البقرة
س: اذكر فضائل الصوم ؟
ج : الصيام له فضائل عظيمه خاصةً صيام شهر رمضان ، عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه " صحيح ، أخرجه البخارى
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لما حضر رمضان : ( قد جاءكم شهر مبارك ، افترض الله عليكم صيامه ، تُفتح فيه أبواب الجنة ، وتُغلق فيه أبواب جهنم ، وتُغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حرم) صحيح أحرجه أحمد وصحهه الألبانى فى صحيح الجامع .
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) صحيح أخرجه مسلم .
عن أبى هريرة رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال تعالى : إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به ، يدع شهوته وطعامه من أجلى ، للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، وخلوف فمه أطيب عند الله من ريح المسك) صحيح أحرجه البخارى ومسلم .
عن سهل بن سعد رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( إن فى الجنة باباً يقال له الريان يدحل منه الصائمون لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أُغلق ، ومن دحل شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبداً ) صحيح أخرجه البخارى ومسلم .
عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام : أى ربِّ منعته الطعام والشهوة فشفعنى فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعنى فيه ، قال فيشفعان ) صحيح أخرجه أحمد وصححه الألبانى فى صحيح الجامع .
وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد يصوم يوماً فى سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ) صحيح رواه البخارى ومسلم .
س : اذكر أقسام الصيام ؟
ج: الصوم ينقسم إلى قسمين : واجب ، ومستحب .
والصوم الواجب ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
1- شهر رمضان .
2- صوم الكفارات والقضاء .
3- صوم النذر .
س : ما حكم صوم رمضان .
ج : صيام شهر رمضان هو الركن الرابع من أركان الدين ، ففى الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بنى الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت) صحيح أخرجه البخارى ومسلم .
وهو واجب على كل مسلم بالغ عاقل صحيح مقيم ، وتزيد المرأة أن تكون خالية من الحيض والنفاس ، ووجوب الصيام على المكلفين ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
أما الكتاب : فقد قال تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } (185) سورة البقرة
وأما السنة : فلحديث ( بنى الإسلام على خمس ...... ) وذكرمنها الصيام وتقدم .
وأما الإجماع : فقد أجمعت الأمة على وجوب صيام رمضان وأنه أحد أركان الإسلام التى عُلمت منه الدين بالضرورة وأن منكره كافر مرتد عن الإسلام .
قال الإمام الذهبى رحمه الله : ( وعند المؤمنين مقرر أنه من ترك صوم رمضان بلا عذر أنه شر من الزانى ومدمن الخمر ، بل ويشكون فى إسلامه ويظنون به الزندقة والإنحلال ) .
عن أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بينما أنا نائم أتانى رجلان فأخذا بضبعى فأتيا بى جبلاً وعراً ، فقالا : اصعد ، فقلت : إنى لا أطيقه ، فقالا : إنا سَنُسَهِّلُهُ لك ، فَصعدتُ حتى إذا كُنت فى سواء الجبل ، إذا بأصواتٍ شديدةٍ ، قلتُ : ما هذه الأصوات ؟ قالا : هذا عَوَاء أهل النار ، ثم انطُلق بى فإذا أنا بِقومٍ مُعَلقِينَ بِعرَاقِيبهم مُشققة أَشْدافهم تَسيلُ أَشْداقُهم دمًا " قال : " قلت من هؤلاء ؟ قالا : الذين يفطرون قبل تَحِلَّة صومهم " أى قبل تمام صومهم صحيح أخرجه أبن خزيمة ، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع
اسال الله ان يتقبل صيامنا جميعاً امين يارب